الموضة بلا حدود! لمحة عن علاقاتها المميزة بالمجالات الأخرى

2022-06-03 17:43:00 By : Ms. Emma Lee

لم تعد الحواجز بين الثقاقات صارمة كالماضي، خاصّة في عالم الموضة، إذْ باتت هذه الأخيرة مزيجاً بين هويّات وثقافات أخرى نتفاعل معها. عندما يتعلّق الأمر بمصمّمي الأزياء، نرى أنّ لكلّ واحد طريقته الخاصّة في دمج الثقافات، إمّا من خلال الأقمشة، الألوان، التطريز، القصّات أو الأكسسوارات، أو حتى منصّات العروض التي تأخذنا في رحلات حسيّة حول العالم. ينسب المصمّم Oscar de la Renta استخدامه للألوان الزاهية في مختلف مجموعاته إلى بلده الأصليّ، جمهوريّة الدومينيكان. دار Dior لطالما استلهمت من ثقافات أخرى، مثل اليابان، المغرب، مصر وغيرها، دار Saint Laurent من روسيا، دار Valentino من أفريقيا ...وعندما نتكلّم عن تلاقي الثقافات، لا يمكننا أن نغضّ النظر عن العناصر العربيّة التي تحوّلت إلى صيحات عالميّة، يعرضها المصمّمون على المنصّات في كلّ المواسم، مثل العين التي تقيكِ من الشرّ، اليد السحريّة، الكتابة العربيّة، التطريز والكوفية العربيّة...ولم يعد القفطان أو التربان حكراً على النساء العربيّات، بل أصبحت النساء أجمع يعتمدن هذه التصاميم.  

أنظري من حولكِ اليوم، فكلّ ما نرتديه ونعتمده مرتبط بالتكنولوجيا، بدءاً من أبسط الأمور، مثل Apple Smart Watch، منصّات التسوق لدى Amazon والسترة الذكيّة التي ابتكرتها شركة Google بالتعاون مع Levi’s ، إلى التصاميم الأكثر تطوّراً والموجودة في العالم الافتراضيّ Metaverse. 

هذا العالم الافتراضيّ، لفت انتباه العديد من العلامات التجاريّة التي بنت علامتها في عالم Metaverse الذي سيوفر خدمات ماليّة آمنة، سريعة وذات كلفة منخفضة للمستهلكين من خلال تقنيّة Blockchain، العملات المشفّرة وNFT. هذه الأخيرة توفّر تصاميم حصريّة لشخصيّاتنا الافتراضيّة، نظراً لأنّ عالم Metaverse يعتبر امتداداً لواقعنا، فإنّ وجودنا فيه يُنظر إليه أيضاً على أنّه امتداد لشخصيّتنا في العالم الحقيقيّ. في هذا الإطار، تحرص دور الأزياء على مواكبة هذا التطوّر من خلال دخولها العالم الافتراضيّ وتقديم تصاميم حصريّة، فتح متاجر أو حتى بناء عالم خاصّ بها. كذلك، تمّ إطلاق أسبوع الموضة في Metaverse، حيث قدّمت العلامات مجموعاتها من خلال Avatars. لم يجذب العالم الافتراضيّ دور الأزياء فحسب، حتى عالم الساعات الفاخرة اندمج أيضاً في هذا العالم الجديد. 

من تعاون Salvatore Dalí مع دار Schiaparelli، وصولاً إلى تعاون Andy Warhol مع دار Versace، تقاطعت أذهان أعظم الفنّانين مع أكبر دور الأزياء، لتحفر اسمها وتصاميمها في التاريخ. للفنّ والموضة الكثير من القواسم المشتركة، فالفنون هي رسوم على لوحة قماش، تجمع خطوطاً وألواناً، تمثّل بشكل تجريديّ أو واقعيّ، عاطفة أو مشاعر، تهدف إلى خلق انعكاس للمشاهد. كذلك الحال بالنسبة لعالم تصميم الأزياء الذي يمثّل الأمر عينه، لكن على أقمشة يمكن ارتداؤها. حين وجد المصمّمون مصادر إلهامهم من فنّانين، رسّامين ونحّاتين، أصبحت عروض الأزياء أشبه بمعارض فنيّة. يواصل الفنّانون والمصمّمون استلهام أفكارهم من بعضهم البعض، ومن شتّى أنواع الفنون، لتوسيع أفاقهم. حين يلتقي فنّانان من هذين العالمين، يؤدّي الأمر إلى ولادة إبداعات لا تصدّق.